قبل شهر من نهاية السوق | نظرة على ميركاتو ريال مدريد

توني كروس:

صفقة توني كروس وحدها كفيلة بإثبات التغيير الجدري الذي عرفته سياسية الانتدابات في فريق ريال مدريد مقارنة بسنوات بداية الألفية الجديدة، فالأمر يتعلق بلاعب من الطراز العالمي وفي مقتبل عمره الكروي بالإضافة إلى خبرته الواسعة سواءً على الصعيد القاري و الدولي والأهم من ذلك أنه يتناسب تمامًا مع حاجيات الفريق الملكي.

الميرنجي استفاد تمامًا من أخطائه السابقة ومن الفترات التي تخبط خلالها الموسم الماضي بسبب قلة قطع الغيار في وسط الميدان، وانتداب توني كروس أتى ليُعطي كارلو أنشيلوتي خيارات متنوعة على الصعيد التكتيكي وليُضيف عمقًا للتشكيلة التي عانت من قلة البدائل في موسم العاشرة.
النجم الألماني قدم مستويات ممتازة جدًا في كأس العالم، وقد يكون أفضل صفقة تم إبرامها في سوق الانتقالات الصيفية الحالي قياسًا بسعرها الذي لم يتجاوز 25 مليون يورو. كروس قادر على تقديم إضافة كبيرة للميرنجي، فهو لاعب بمواصفات مختلفة عن ما يملكه الفريق حاليًا، فهو من دون شك أقوى بدنيًا من أنخيل دي ماريا ولوكا مودريتش، كما أنه يُتقن التسديد من بعيد شأنه شأن لوكا مودريتش بالإضافة لقدرته على لعب دور "البوكس تو بوكس" باقتدار وهو ما سيخفف شئيًا من العبء الدفاعي على تشابي ألونسو.

قدرات بطل العالم ستُمكنه من إعطاء حلول تكتيكية متعددة لكارلو أنشيلوتي، فهو قادر على اللعب في جميع مراكز خط الوسط، وإن قرر الريال الاستمرار بخطة 4-3-3، فإنه قد يلعب بجانب لوكا مودريتش مع الميول إلى الجهة اليسرى كما كان يفعل دي ماريا رغم أنه لن يستطيع لعب دور الجناح المزور الذي كان يلعبه الأرجنتيني، كما أن قادر على التراجع إلى جانب تشابي ألونسو مع ترك الكرواتي (أو خاميس رودريجيز) وحيدًا بنزعة هجومية خالصة في دور صانع الألعاب، أو حتى العكس.


خاميس رودريجيز:

وقع النادي الملكي في حب خاميس بعد المستويات المتميزة جدًا التي قدمها في كأس العالم، حين قاد منتخب كولومبيا لربع النهائي وسجل ستة أهدافًا ليتوج هدافًا للبطولة، لكن سعره يبدو مبالغًا فيه بعد أن أنفق بيريز ما يُقارب 85 مليون يورو للحصول عليه من صفوف موناكو.

خاميس لاعب في مقتبل عمره الكروي، ويشغل عادة مركز المهاجم الثاني أو صانع الألعاب وأداوره داخل الميدان تُشبه كثيرًا أدوار إيسكو ألاركون، وهو ما قد يجعله يبدو للوهلة الأولى فوق الحاجة أو يجعل منه صفقة ذات طابع اقتصادي أكثر من رياضي.

دعوني أسترجع معكم تصريحًا للبرازيلي "رونالدو نازاريو" بخصوص خاميس رودريجيز "هناك مجموعة من اللاعبين الذين ظهروا لأول مرة كخاميس رودريجيز الذي أعتبره مهاجمًا صريحًا ومن بين الأفضل في المونديال بعد الكم الكبير من الأهداف الذي سجله"

من غير المستبعد أن يكون تفكير أنشيلوتي مطابقًا لتفكير رونالدو، وقد نرى المدرب الإيطالي يدفع به كرأس حربة صريح أو مزور رفقة كل من بيل وكريستيانو في خط الهجوم، فهو لاعب يُحسن التمركز داخل وخارج منطقة الجزاء ويمتاز بدقة التسديد وسرعة البديهة، وهو ما سيجعله سلاحًا فتاكًا في خط المقدمة.

خاميس قد يلعب كذلك أمام كل من كروس (أو مودريتش) وألونسو، وفي هذه الحالة سيُشارك كصانع ألعاب، وهو مركزه المفضل بكل تأكيد.

الأكيد أن صفقة خاميس ستُضيف خيارات تكتيكية لأنشيلوتي، لكنها ستُجبره على إجلاس نجم أو نجمين على مقاعد البدلاء، وهو ما قد لا يمر مرور الكرام.


كيلور نافاس:

يكفي أن أقول أن كيلور نافاس اختير كأفضل حارس مرمى في الدوري الاسباني خلال الموسم الماضي 

وسط تواجد أسماء مميزة كتيبو كورتوا، دييجو ألفيش، دييجو لوبيز وويلي كاباييرو لنعرف طينة اللاعب الذي نتحدث عنه.

صفقة كيلور جاءت امتدادًا لسياسية ريال مدريد في سوق الانتقالات الصيفية هذه السنة، إذ أن فلورنتينو بدا عازمًا على التعاقد مع أفضل اللاعبين أداءً في كأس العالم، وبعد حسم صفقتي نجم ألمانيا توني كروس وهداف البطولة خاميس رودريجيز أتى الدور على قائد معجزة منتخب كوتساريكا كيلور نافاس الذي قام بتصديات رائعة مكنت فريقه من بلوغ ربع النهائي.

متابعو الدوري الاسباني يعرفون تمامًا أن المستويات التي قدمها كيلور في آخر موسمين لم تكن عادية أبدًا، فكم من مرة وقف لوحده سدًا منيعًا أمام أفضل مهاجمي الليجا، وأخص بالذكر ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو اللذين حُرما من هز الشباك أمام ليفانتي في أكثر من فرصة وذلك بفضل تدخلاته الإعجازية أحيانًا...

وتداولت بعض التقارير حديثًا بين فلورنتينو بيريز وكيلور نافاس بين شوطي مباراة الموسم الماضي بين ريال مدريد وليفانتي على ملعب سانتياجو بيرنابيو، حيث توجه رئيس الميرنجي إلى الحارس الكوستاريكي وقال له "إن واصلت بهذه التألق (في مباراة ريال مدريد تلك) فلن نتعاقد معك"، وهي مزحة تحمل في طياتها دلائل كثيرة عما قدمه الكوستاريكي في تلك المباراة خاصة وطيلة الموسم عمومًا.

المنطقي أن يكون كيلور نافاس معوضًا لإيكر كاسياس الذي تراجع مستواه بشكل كبير منذ نهاية الموسم الماضي، لكن الواقع يقول أن تاريخ واسم هذا الأخير سيشفع له وأن من سيدفع الثمن هو دييجو لوبيز الذي أصبح قريبًا من الرحيل عن الفريق الملكي.