مع فريق كبرشلونة، تكون صفقات خط الوسط لها رونقاً خاصاً حيث يسعى الفريق دائماً إلى اختيار لاعبين من نوع معين يتناسب مع طريقة لعب الفريق.
البرسا وجد ضالته في قائد إشبيلية الذي حظى بموسم ممتاز جداً مع فريق توجه برفع كأس الدوري الأوروبي ليظفر البلاوجرانا بخدمات الدولي الكرواتي مقابل 18 مليون يورو وهو رقم يعتبر مميز جداً بالنظر إلى قدرات راكيتيتش.
يأمل البرسا في أن يعوض راكيتيتش تراجع مستوحى تشافي المخيف حتى إنه كان قريباً من الرحيل عن قلعة الكامب نو التي لم يعرف غيرها قبل أن يستمر لموسمٍ آخر على الأقل.
السؤال هو هل يُمكن أن يسد راكيتيتش الفراغ الذي سيخلفه غياب تشافي عن المشهد الرئيسي ؟ الواقع يقول إن اللاعب الأشقر لديه الكثير من صفات تشافي فهو لاعب ذو رؤية عظيمة في الملعب ويجيد التمرير بأعصاب هادئة كما أنه يمتلك صفات قيادية لا ريب فيها لكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن راكيتيتش لم يتألق مع إشبيلية إلا عندما لعب صانع ألعاب متقدم وليس متأخر كما هو الحال مع برشلونة ففي إشبيلية كان راكيتيتش في وظائف الرقم 10 بينما سيكون عليه التراجع لمناطق أخرى تماماً عكس التي كان يلعب فيها في إشبيلية وسيكون عليه تحدي نفسه حتى إن الانطلاقات التي كان يقوم بها مع الروخي بلانكوس الأندلسيين قد يكون مضطراً للتخلي عنها هي الأخرى لصالح أندريس إنيستا دائم القيام بهذا الدور.
لويس سواريز:
 |
برشلونة ضرب عصفورين بحجر في تلك الصفقة، فالانتقادات دائماً كانت تطال الفريق لعدم وجود رأس حربة صريح يجيد الكرات الرأسية التي تتضاعف قيمتها مع فريق كبرشلونة يحتاج أحياناً لكسر الدفاعات المتراكمة أمام المرمى لكنه كان يعجز عن إيجاد من يستغل تلك الكرات.
كذلك لم يجلب برشلونة مهاجماً كلاسيكياً لا يستطيع أن يساير أسلوب لعب الفريق ويكتفي المدرب بإشراكه في الشوط الثاني أملاً في الجديد بل جلب مهاجماً يستطيع بنسبة معقولة جداً أن يساير أسلوب لعب البلاوجرانا المعقدّ نوعاً ما على الكثير من اللاعبين حتى لو كانوا يمتلكون من الجودة ما يكفي.
لكن السؤال الذي يبقى مطروحاً هو ما إذا كان سواريز قادراً على أن يتكيف مع حقيقة أنه قد لا يلعب في قلب الهجوم كون ليونيل ميسي يتمركز هناك.
الكثير من الأطروحات التكتيكية تم اقتراحها وربما توقعها لاستغلال أمثل لسواريز ونيمار –الذي لم تظهر قدراته كاملة مع البرسا في ظل وضعه في مركز الجناح الأيسر على غير ما اعتاد قبل وصوله للبرسا وحتى مع المنتخب البرازيلي- فهناك من اقترح أو توقع اللعب بطريقة 3/4/1/2 مستشهداً بجلب جيريمي ماثيو ليمارس الدور الذي كان يتمنى بيب جوارديولا أن يستخدم بلال أبيدال فيه ومع هذه الطريقة ربما يستطيع الفريق إعادة ليونيل ميسي إلى الخلف قليلاً واللعب برأسي حربة هما سواريز ونيمار أقرب للمرمى وأبعد عن الخط.
وهناك من اقترح أو توقع اللعب بنفس أسلوب لعب الفريق لكن بدون اللعب بجناح أيمن صريح وإدخال لويس سواريز ليكون رأس حربة متقدم بينما يمارس داني ألفيش –أو كوادرادو في حالة مجيئة- دور الجناح مع تغطية مكثفة من سيرجيو بوسكيتس أو خافيير ماسكيرانو الذي يتوقع له البعض العودة لخط الوسط الموسم القادم.
جيريمي ماثيو:
كما سبق وأن تحدثنا في مقال مطول عن المدافع الفرنسي، فإن جلبه يمنح الفريق خيارات تكتيكية مميزة لكن الانتقادات ربما كانت تتعلق بمبلغ جلبه وكذلك سنه المتقدمة نوعاً ما بالإضافة إلى إمكانية استرخاء إدارة برشلونة أمام فكرة جلب مدافع واحد فقط لصفوف النادي..
مارك تير شتيجن:
من أفضل حراس البوندسليجا .. قدم لبرشلونة في صفقة سهلة المجهود على النادي الكتلوني فالأندية الألمانية بشكل عام ليست من الأندية المعقدة في المفاوضات كما أن رغبة اللاعب ومدة عقده كانتا عاملين مهمان في انتهاء الأمور بسهولة.
شتيجن برأيي حارس مميز، لكنه ليس في مستوى حراس من عينة تيبو كورتوا ومانويل نوير ودافيد دي خيا لكنه من ضمن "أفضل المُتاحين" رغم أنه ببعض الاستنباط كان من الممكن أن يحاول برشلونة جس نبض بيتر تشك مبكراً لكن يبدو وأن زوبيزاريتا ليس من نوعية المدراء الداهية الذين يستطيعون معرفة معلومة أن كورتوا سيكون حارس تشيلسي الأساسي الموسم المقبل دون أن ينتظر ليعرف ذلك من الصحافة.
كلاوديو برافو:
يُصر الحارس التشيليانو على أنه لم يأتِ ليكون حارساً احتياطياً لشتيجن لكن كل الشواهد تقول إنه جاء ليكون كذلك .. الحقيقة أن صفقة جلب برافو كحارس احتياطي تعد صفقة ممتازة رغم ارتفاع المقابل الذي دفعه برشلونة ولو كان جاء كحارس أساسي لتغير الحال في تقييمي للصفقة.
العائدون من الإعارة:
ربما تكون إعادة رافينيا ألكانتارا إلى برشلونة وتثبيته مع الفريق من أفضل القرارات التي تم اتخاذها، فرافينيا قدم موسماً مذهلاً مع سيلتا فيجو برهن فيها عن طيب معدنه وأظهر وأنه لاعب يصلح بكل تأكيد للعب في صفوف البلاوجرانا بالنظر لما قدمه.
من يعلم .. ربما نجد في النهاية وأن رافينيا هو بديل تشافي الحقيقي وليس راكيتيتش أو ربما يحدث ذلك على المدى الطويل على أٌقل تقدير.
أما بالنسبة لجيرارد ديلوفيو فإن صفقة جلب لويس سواريز ربما تهدد مسيرته مع البرسا، فترتيب ديلوفيو بات الخامس في صفوف البرسا بعد الثلاثي اللاتيني الناري وبعد بيدرو رودريجيز الذي يعد خياراً استراتيجياً مستمراً لبرشلونة ونجح منذ تصعيده في أن يواصل المنافسة بقوة دائماً على مركز أساسي وقد انتزعه في كثير من الفترات من لاعبين من العيار الثقيل كزلاتان إبراهيموفيتش ودافيد فيا وأليكسس سانشيز. السنوية
0 التعليقات :
إرسال تعليق