التبادل الاعلاني

حجزت هولندا بطاقة العبور إلى الدور الثاني بعد فوزها "القيصري" على أستراليا المجتهدة.

تمكن المنتخب الهولندي من حجز بطاقة العبور إلى الدور الثاني عقب فوزه العسير اليوم الأربعاء على نظيره الأسترالي بنتيجة (3-2) لحساب الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية في مونديال البرازيل.
وعلى معقل "بيرا ريو" في بورتو أليغري، وقّع أهداف هولندا كل من أريين روبن (20) وروبن فان بيرسي (58) وممفيس ديباي (68)، في حين بصم على ثنائية أستراليا كل من نجمه الخبير تيم كاهيل (21) وقائد الفريق مايل جيديناك من ركلة جزاء (54).
جدير بالإشارة إلى أنّ منتخب "الطواحين" يحتلّ صدارة المجموعة برصيد 6 نقاط بفارق الأهداف عن تشيلي.
"الكنغر" يبادر بخجل..




اقتحم الأستراليون موقعة "بيرا ريو" ولا يملكون بين أيديهم خيارات عديدة، فالخسارة كانت تعني توديعهم لأرض الكرة مبكّراً في هذا المحفل العالمي الذي يشاركون فيه للمرة الرابعة في تاريخهم، وكانوا يمنّون النفس بتجنّب مآل نسختي المونديال عامي 1974 بألمانيا و2010 بجنوب أفريقيا، حين غادروا المنافسة منذ دورها الأول، بالتوازي كانوا يهدفون لتذكير العالم بجينيرك مغامرتهم على الأراضي الألمانية عام 2006، حين سجّلوا عبورهم إلى محطة الدور السادس عشر، قبل أن يسلّموا مشعل المواصلة للعملاق الإيطالي، الذي أصبح بطلاً للعالم لاحقاً، والذي صغر شأنه كثيراً في ذلك اليوم، عطفاً على طريقة عبوره، التي كانت مخزية من ركلة جزاء خرافية لم تكن موجودة سوى في مخيّلة حكم اللقاء وقتها، الإسباني لويس ميدينا كانتاليخو، ليكون معقل "فريتز فالتر شتاديون" في كايزرسلاوترن شاهداً على إحدى حالات "الخزي" في تاريخ المونديال الطويل.
عطفاً على هذه المعطيات المذكورة آنفاً، حاول الأستراليون الاستئناس ببعض الأرقام المشجّعة الأخرى، التي تؤشّر إليها المواجهات المباشرة مع منافسهم العريق، المنتشي بغزوة تاريخية على حساب الماتادور الإسباني عقب الفوز عليه بالخمسة في المباراة الأولى، والملفت في هذا السياق أنّ هولندا "القوية" لم يسبق لها أن فازت على أستراليا في أيّ من مواجهاتهم السابقة وهي ثلاث وجميعها ودية، حيث فازت أستراليا (2-1) في أيندهوفن بالذات عام 2008، وتعادلا (1-1) في روتردام في 2006 ومن دون أهداف في سيدني عام 2009.
كلّ ما فات، كان بمثابة الدافع لأبناء المدرب بوستيكوغلو الذين حاولوا الأخذ بزمام المبادرة، بعد تحرّك للجناح النشيط ماثيو ليكي، محترف أينتراخت فرانكفورت الألماني، الذي راوغ المدافع برونو مارتينس إيندي، قبل أن يوجّه عرضية مليمترية لمتوسط الميدان، القادم من الخلف، مارك بريشيانو، هذا الأخير الذي سدّد ولكن الدفاع نجح في إحباط أول عملية هجومية خجولة في اللقاء إلى ركنية (16).
"هيتشكوك" يسجّل الحضور
  بعد انقضاء أكثر من ربع ساعة على اللقاء الذي كان خالياً من ملامح جس النبض عموماً، لم نشهد أية عمليات هجومية منسّقة من منتخب الطواحين الذي كان سلبياً في هذه الفترة ولعل الرأسية الخجولة التي وجّهها "الكابتن" روبن فان بيرسي، صاحب الثنائية في مباراة إسبانيا، نحو أحضان الحارس الأسترالي (18)، تترجم التردّد الهولندي في هذه الفترة.
تردّد وانقباض هولندي.. سرعان ما انفجر عبر انطلاقة صاروخية من الطوربيد والزئبقي وأسرع رجل في التاريخ، أريين روبن، الذي استلم كرة على مستوى خط وسط الميدان قبل أن ينطلق بسرعة جنونية شاقاً كامل الدفاع الأسترالي ويغالط بسهولة الحارس ماتي رايان بكرة في أسفل يساره (20).
  هدف روبن هو الثالث في رصيده في المونديال الحالي والرقم 26 في مجموع أهدافه الدولية في 78 مباراة بقميص المنتخب البرتقالي، علماً أنّه بهذا الهدف أصبح يحتلّ المركز العاشر على لائحة الهدّافين التاريخيين لـ"الطواحين".
عقب الإصابة الأولى من النجم البافاري في شباك الـ"سوكيروس"، انتشرت الاحتفالات الهولندية لتملأ جنبات "بيرا ريو" بلونها البرتقالي قبل أن يحكم عليها الخبير "الثعلب" تيم كاهيل بالتزام حالة من الهدوء التام، مباشرة وبعد ثوان قليلة من لوحة روبن، أهدى نجم نيويورك ريد بولز الأميركي، هدف التعادل لمنتخب بلاده بتسديدة ساحرة على الطائر "تمتّع" برونقها يان سيليسن قبل الجميع، في سيناريو هيتشكوكي خالص أقل ما يمكن أن يقال فيه أنّه "مثير مع درجة الامتياز" (21).
من جهته، واصل كاهيل معانقة التاريخ حيث وقّع خامس أهدافه المونديالية من مجموع 10 أهداف سجّلتها أستراليا في مشاركاتها الأربع في المونديال، زد على ذلك أنّه أكثر لاعبي "الكنغر" تمثيلاً في المونديال، حيث يمتلك في رصيده 8 مباريات، والمفارقة الطريفة التي التصقت بهذا الهدف في المرمى الهولندي، هو أنّه الـ34 للاعب في مسيرة اللاعب الذي بلغ ربيعه الـ34 أيضاً.
أسترالي "متشجّع" وهولندي فضّل الترقّب
  كان من المنطقي أن يشهد نصف الشوط الثاني ارتفاعاً متزايداً في نسب الإثارة والتشويق لا سيما مع سيناريو الهدفين الرائعين من روبن وكاهيل، غير أنّ الأحداث انقلبت عكسية فيما يتعلّق بالمردود الهولندي الذي يبدو أنّ لاعبيه تأثّروا بالاندفاع الأسترالي، وفضّلوا فيما تبقّى من هذا الشوط التزام المناطق الخلفية تجنّباً لقبول هدف آخر مباغت قد يقلب أوراق فان غال وترسانته التي "دخلها الشك" مبكّراً.
على الضفّة الأخرى، كان "الكنغر" متحرّراً من جميع أنواع الضغوط وهو ما انعكس على مردوده السلس في تناقل الكرات، الذي كان أبعد ما يكون عن التعقيد والغموض، وهو ما دفع بلاعبه ليكي لتصدّر عناوين هذا الشوط، حيث كان مصدر الإزعاج الأساسي والدائم لدفاع "الطواحين" بتحرّكاته الرشيقة وتمريراته العرضية "القاتلة" في دقّتها، التي كادت من إحداها أن تغزو أستراليا دفّة الأفضلية بهدف ثان لولا إخفاق بريشيانو في استغلال إمداد ليكي، بعد تنفيذه تسديدة أقرب إلى العشوائية والرعونة من أي شيء آخر.
التزمت بقية أطوار الشوط الهدوء من الجانبين، بغرض تأجيل الصراع إلى النصف الثاني من الحوار، فنتيجة التعادل تبقى دوماً جيّدة للمحافظة على التركيز وتجهيز الأسلحة المناسبة لخوض حرب الشوط الثاني.
شوط ثان من مباراة أخرى؟
  لم يكن شوط المباراة الأول بين هولندا وأسترايا سيّئاً فنياً حتى وإن لم يرتق إلى مستويات عليا يحبّذها مشاهد الكرة الجميلة، غير أنّ هذا الشوط الثاني كان ينبئ بالكثير من التقلّبات والإثارة التي لم تكن ظاهرة لا لعين الفنّي الخبير أو حتى المشاهد العادي، لتؤكّد نسخة البرازيل مجدّداً عدم احترامها للتنظير أو التكهّن المسبق.
شوط ثان استهلّه المدرب الأسترالي بتحوير افتتاحي حيث أقحم أوليفر بوزانيك مكان مارك بريشيانو (51)، تغيير سرعان ما أعطى أكله، حيث نجح الوافد الجديد على أرض الملعب في إدخال حالة من الارتباك على المدافع الهولندي يانمات الذي وقع في محظور لمس الكرة باليد، لكي يعلن بعدها حكم المباراة الجزائري جمال حيمودي ومن دون تردّد عن ركلة جزاء حوّلها القائد مايل جيديناك هدف سبق للأستراليين وقلب واقع المواجهة رأساً على عقب.
"البرتقالي" ملّ الاستفزاز الأسترالي
  في سيناريو شبيه بما حصل في الشوط الأول، لم تنعم جماهير الـ"سوكيروس" بوقت كاف لكي تحتفل، حيث سرعان ما نغّص "القنّاص" روبن فان بيرسي بهجتهم برصاصة قاتلة استقرّت في سقف المرمى يمكن إلقاء اللوم فيها على المدافع جايسون دافيدسون الذي أخفق في محاصرة نجم مان يونايتد في لحظة حاسمة، سمحت للأخير بتدوين ثالث أهدافه في البطولة الحالية (58).
هدف "روبن هود" هو الـ46 في مسيرته مع هولندا علماً أنّه متصدّر هدّافيها، ومرشّح لزيادة رقمه في هذا المونديال إذا ما ارتفع مجموع أهدافه إلى 3، والمعلومة الإضافية في هذا الصّدد هو أنّ نسبة تسجيل فان بيرسي للأهداف مع المنتخب وصلت إلى 30 % وذلك منذ تسلّم المدرب لويس فان غال للمقاليد الفنية في 2012.
استمرّ جنون المباراة التي كانت غير آبهة بقيمة المنافسين وتواصلت الإثارة التي كادت تطير بأستراليا إلى المقدّمة، غير أنّ ماثيو ليكي رفض استثمار العرضية الذكية لزميله تومي وار وأهدر فرصة في موقع جد ملائم لتدوين هدف كان سيكون قاتلاً لو كتب له أن يرى النّور (67).
كأنّ القدر كان ينوي عقاب ليكي الذي كان أبرز وجوه هذا اللقاء على فرصته المهدورة، إذ أنّه وبعد ثوان معدودة باغت متوسط الميدان ممفيس ديباي، الذي عوّض برونو مارتينس إيندي منذ بداية الشوط الثاني، الجميع مسدّداً كرة بعيدة المدى من حوالي 25 متراً قابلها الحارس الأسترالي بتدخّل ساذج ومستهتر، كلّف منتخب بلاده إصابة ثالثة مؤلمة (68)، أهدت هولندا التقدّم كما عزّزت ثقتها لمواصلة ضغطها على الدفاعات المرهقة للأستراليين، وهو ماكاد يكلّفهم هدفاً رابعاً في أكثر من مرّة نكتفي منها بذكر تسديدة نايجل دي يونغ بعد تمهيد ممتاز من فان بيرسي، لكن النجم الأسمر سدّد في أحضان ماتي رايان الذي ردّ الكرة بصعوبة (73).
التشويق الذي نعمت به هذه المواجهة دفع الكثيرين للتصريح بعدم الرغبة في نهايتها، وهي خلاصة يعود الفضل فيها أوّلاً وأخيراً لرجال بوستيكوغلو الذين جاؤوا من بعيد ليبرهنوا أنّ تواجدهم في هذا المونديال للمرة الثالثة توالياً (2006 و2010 و2014) لم يكن من قبيل الصدفة، على الرغم من أنّ الفريق يعيش ثورة من التشبيب في صفوفه بعد اعتزال فيلق من أبرز نجومه على غرار لوكاس نيل وسكوت شيبرفيلد وجايسون كولينا ومارك شفارتسر وبرايت إمرتون وغريغ مور، بالمقابل قدّمت هولندا عرضاً لم يجعل المتابعين يثقون بشكل كبير في قدرات وصيف بطل العالم في نسخ 1974 و1978 و2010، خصوصاً مع تقدّم المراحل وصعوبة المنافسين المقبلين، وبعض الهنّات التي لاحت في خطّهم الخلفي.
هولندا:
حراسة المرمى: ياسبر سيليسن (1).
خط الدفاع: رون فلار (2) – ستيفان دي فريج (3) – برونو مارتينس إيندي (4) [أصيب وعوّضه ممفيس ديباي (21) دق 45]  – دالي بليند (5).
خط الوسط: نايجل دي يونغ (6) – داريل يانمات (7) – جوناثان دي غوزمان (8) [عوّضه جيورجينيو وينالدوم (20) دق 78] – ويسلي شنايدر (10).
خط الهجوم: روبن فان بيرسي (9) "القائد" [عوّضه جيرماين لينس (17) دق 87] – أريين روبن (11).
أستراليا:
حراسة المرمى: ماتي رايان (1).
خط الدفاع: جايسون دافيدسن (3) – ماتيو سبيرانوفيتش (6) – رايان ماكغوان (19) – ألكس ويلكينسون (22).
خط الوسط: تومي وار (11) [عوّضه آدم تاغارت (9) دق 77] – مايل جيديناك (15) "القائد" – مات مكاي (17) – مارك بريشيانو (23) [عوّضه أوليفر بوزانيك (13) دق 51].
خط الهجوم: ماثيو ليكي (7) - تيم كاهيل (4) [عوّضه بن هالوران (10) دق 69].
طاقم التحكيم: أفريقي الهوية.
حكم الساحة: الجزائري جمال الحيمودي.
الحكمان المساعدان: الجزائري عبد الحق التشيالي والمغربي رضوان عشيق.
الحكم الرابع: الغامبي باكاري غاساما.

0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
أعلى