كوستاريكا تكتب التاريخ بوصولها لربع النهائي

باتت كوستاريكا من ضمن أقوى ثمانية منتخبات في العالم بوصولها للدور ربع النهائي.

 

وصلت كوستاريكا للدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم المقامة حالياً في البرازيل إثر فوزها بركلات الترجيح 5-3 على اليونان بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1 في ثُمن النهائي يوم الأحد، كاتبةً بذلك تاريخاً جديداً ببلوغها هذا الدور لأول مرة.

وضربت كوستاريكا موعداً مع هولندا في ربع النهائي والتي كانت تغلّبت على المكسيك 2-1 يوم الأحد أيضاً.

واستمر ملعب بيرنامبوكو في فأله الجيد على أبناء المدرب الكولومبي خورخي بينتو، بعد أن لعبوا فيه أمام إيطاليا في المرحلة الثانية من دور المجموعات وربحوا بهدف نظيف ليضمنوا بطاقة العبور للدور الثاني رسمياً.

تاريخ

لم يلتقِ المنتخبان مع بعضهما من قبل سواءً في الإطار الودي أو الرسمي، كما أنّ إنجازاتهما كانت قليلةً جداً فمنتخب كوستاريكا يلعب في كأس العالم للمرة الرابعة حالياً وأفضل نتائجه تقتصر على التأهل لدور الستة عشر في مونديال 1990، فيما كان وصول اليونان بطلة أوروبا في 2004 إلى دور الستة عشر في كأس العالم بالبرازيل هو أفضل إنجازاتها والذي أتى في ظهورها المونديالي الثالث.

تكتيك
 

واصل بينتو الاعتماد على خمسة لاعبين في خط الدفاع مع أربعة في خط الوسط ووجود النجم جول كامبل وحيداً كرأس حربة، وهي ذات التشكيلة التي لعبت في مباراة إيطاليا بكامل الأسماء، بينما فضّل البرتغالي فرناندو سانتوس اللعب بخطة 4-5-1 وهي الطريقة التي منحته بطاقة التأهل للدور الثاني (تعادل مع اليابان 0-0 وفوز على كوت ديفوار 2-1)، بعد أن كلّفه اللعب بـ4-4-2 في لقاء كولومبيا الأول الخسارة بثلاثية نظيفة، علماً بأنّ توزّع لاعبي الفريقين على أرضية الميدان كان يتبدل وفقاً لظروف المباراة.
 

شوط متواضع
 

لم يحمل الشوط الأول مفاجأة لمتتبعي المباراة نظراً لطبيعة أداء الفريقين في المباريات السابقة التي كانت تتسم بالتركيز الدفاعي والاعتماد على الهجمات المرتدة، فكوستاريكا سجّلت أربعة أهداف قبل هذا اللقاء واليونان عرفت طريق الشباك مرتين فقط.
 

اعتمد منتخب كوستاريكا على كامبل نجم أولمبياكوس اليوناني في صنع الفرص وإتاحة الوقت عن طريق المراوغات للقادمين من الخلف كي يشكلوا الزيادة العددية، فيما كان اعتماد زملاء جيورجيوس كاراغونيس على التسديد البعيد في ظلّ التمركز الدفاعي الجيد لمنافسهم.
 

وبلغة الفرص سددّ لازاروس كريستودولوبولوس مرتين من بعيد د(2 و12) خارج المرمى، وكذلك فعل كريستيان بولانوس من داخل منطقة الجزاء بعدما استفاد من تمريرة بريان رويز المميزة (8).
 

النصف الثاني من الشوط كانت فرصه أكثر خطورةً بالرغم من قلتها ومع أن تصويبة كاراغونيس البعيدة لم تعذّب كيلور نافاس، إلا أنّ الدقيقتين (34) و(37) كان من الممكن أن تزّفا الفرح لعشاق المنتخبين، ففي الأولى طالب كامبل بركلة جزاء بحجة مسكه من كونستانتينوس مانولاس داخل منطقة الجزاء لم يحرك لها الحكم الأسترالي بنيامين ويليامز ساكناً، والثانية كانت أخطر فرص المباراة عندما حوّل كرة تشوليفاس لديميتريس سالبينغيديس على بعد أمتار قليلة من المرمى سدّدها الأخير ونجح نافاس في إبعادها لركنية.
 

هدف مبكّر 
 

بدأ الشوط الثاني بنية واضحة من القراصنة لافتتاح التسجيل لكن الهدف جاء من قبل المنتخب القادم من الكونكاكاف، عندما مرّر بولانوس عرضية أرضية لرويز الذي وضعها بهدوء من حافة منطقة الجزاء على يسار أورستيس كارنزيس في الدقيقة الثانية والخمسين هدفاً أولاً في اللقاء.

ومع الهدف استمرت الفورة الكوستاريكية وكانوا يملكون فرصةً ذهبية لحسم المباراة مبكراً لكن الحكم ويليامز لم يتفطّن للمس فاسيليس توروسيديس للكرة بيده من داخل منطقة الجزاء (54) الأمر الذي دفع سانتوس للتحرك بغية إنقاذ ما يمكن إنقاذه فأدخل كونستانتينوس ميتروغلو بدلاً من أندرياس ساماريس (58)، قابله إشراك خوسيه كوبيرو محل يلتسين تيجيدا (66).

دوارتي يصعّب الأمور
 

صعّب أوسكار دوارتي الأمور كثيراً على كوستاريكا عندما تصرّف بلا مسؤولية عند انزلاقه على قدم تشوليفاس ليتلقى الإنذار الأصفر الثاني (66) ويطرد من المباراة، علماً بأنّه كان أخذ الإنذار الأول في الدقيقة 42، وهو ما قابله ضغط يوناني دون تهديد حقيقي على مرمى نافاس.
 

سوقراطيس يرفض الاستسلام
 

ربع الساعة الأخير شهد تماسكاً ملفتاً من حارس ليفانتي الإسباني وخط دفاعه، في الوقت الذي لم يجد فيه الهجوم والوسط اليوناني طريقاً سهلاً لهز الشباك ففشل البديل المخضرم ثيوفانيس جيكاس (34 عاماً) من استثمار كرة سهلة داخل منطقة الجزاء قبل سبع دقائق من نهاية المباراة، ولكن سوقراطيس باباستاتوبولوس مدّد في الوقت بدل الضائع (90+1) بقاء منتخب بلاده في البطولة (لدقائق إضافية) عندما وضع الكرة التي سدّدها جيكاس وتصدّى لها نافاس في المرمى الخالي، ليذهب اللقاء إلى الأشواط الإضافية.

الوقت الإضافي وركلات الترجيح

صبغ بطل أوروبا الشوط الإضافي الأول باللون الأزرق لكن مهاجميه افتقدوا للمسة الأخيرة فلم تُشكّل خطورة حقيقية على المنافس الذي تمركّز في المناطق الخلفية وشكّل مدافعوه وحارسهم سدّاً منيعاً أبقى الأمور على حالها مع انتهاء ربع الساعة الأول.

حاول البديل راندال برنيس مفاجأة اليونان مع الدقيقة الأولى من الإضافي الثاني لكن تسديدته أتت فوق العارضة، ردّ عليها الإغريق بهجمة مرتدة أوصلت لازاروس لمواجهة نافاس لكن الغلبة كانت للأخير، الذي تألق في الذود عن مرماه (113)، ووضع نافاس نفسه نجماً للقاء بتصديه لكرة ميتروغلو القريبة جداً في اللحظات الأخيرة من المباراة التي ذهبت لركلات الترجيح.

وابتسمت ركلات الترجيح لمنتخب كوستاريكا في النهاية بفضل دهاء نافاس الذي تصدّى لركلة جيكاس الرابعة.

سجّل لكوستاريكا التي بدأت التسديد: سيلسو بورغيس، رويز، جيانكارلو غونزاليز، كامبل، ميتشيل أومانا.

ولليونان: ميتروغلو، لازاروس، تشوليفاس.​