يرفع النادي الباريسي تحدياً جديداً في حديقة الأمراء أمام ضيفه بوردو بهدف تجاوز نكستيه الأخيرتين وكتابة أول سطر في انتفاضته الجديدة.
يهم باريس سان جيرمان بدخول غمار المرحلة الثالثة والعشرين من الدوري
الفرنسي وتعترض طموحاته عقبة بوردو "العنيد" على درب مواصلة التربع على عرش
"ليغ 1".
كما سيحاول النادي الباريسي الاحتفال بالوافد الجديد من نيوكاسل
الإنكليزي، يوهان كاباي، وتقديم انتصار ثمين قد يحفز الأخير على توقيع
تدشين مميز لمسيرته مع الفريق.
امتحان عسير له خصوصياته
على معقله "بارك دي برانس" سيوظف سان جيرمان كل طاقاته للوصول إلى مبتغاه،
وهو قطعاً ثلاث نقاط جديدة سيحاول معها زملاء "إيبرا"، الهروب بفارق
النقاط الثلاث التي تفصله عن ملاحقه الشرس موناكو، إلى حيز أكثر أماناً.
امتحان بوردو لن يكون مجرد مواجهة أمام فريق كبير هدفها تحصيل الفوز، بل
أن أبناء بلان سيكونون محفزين أكثر من العادة لتحقيق نتيجة إيجابية أمام
منافسهم لاستعادة الثقة و"تحيين" شغفهم لإعادة إيقاده من جديد بعد عثرتين
مفاجئتين، الأولى اقترنت بالخروج من كأس فرنسا أمام ضيفه مونبيلييه (2-1)
في 22 كانون الثاني/يناير، والثانية بتعادل مخيب على أرض غانغان (1-1)
لحساب الدوري، بعد خيبة الكأس بثلاثة أيام فقط.
صدمتان لم تروقا لمدرب الباريسيين الذي أكد في تصريحاته الأخيرة أن على
فريقه أن يستفيق ويرسم ملامح "بداية جديدة" من خلال الدوري، وقد يكون سفراء
"جاك شابان دالماس" هم الضحية بعد أن سبق وانهزموا على أرضهم بالذات ضد
أمراء عاصمة الأنوار على أرضهم بالذات بنتيجة (3-1) لحساب كأس الرابطة قبل
نحو أسبوعين، وهو ما يمثل دفعة معنوية إضافية لسان جيرمان على حساب ضيفه.
نجوم تحتجب ...
لن تخلو موقعة "بارك دي برانس" من بعض الغيابات المؤثرة في صفوف الفريقين،
ولا سيما في تشكيل بوردو الذي سيفتقد لخمسة عناصر كاملة، تتمثل في المدافع
مارك بلانوس والمهاجم غيوم هوارو (مهاجم باريس سان جيرمان السابق) وصانع
الألعاب البولندي ليودوفيك أوبرانياك، ولا سيما الثنائي المؤثر في خط
المقدمة والحديث عن البرازيلي جوسييه (5 أهداف) والمهاجم المالي شيخ تيديان
دياباتيه (7 أهداف).
أما سيتغيب عن الصفوف الباريسية الثلاثي أدريان رابيو وكريستوف جاليه والأرجنتيني إيزيكييل لافيتزي، وجميعهم بداعي الإصابة.
لئن يشكو الفريقان من إصابة بعض نجومهم بيد أن خسارة بوردو تعد أكثر فداحة
على اعتبار افتقاد نجمي هجومه جوسيه ودياباتيه، في حين سيكون "بي.أس.جي"
معززاً بماكينته التهديفية المتكونة من الثنائي المرعب، السويدي زلاتان
إيبراهيموفيتش ومعاونه الأوروغوياني القناص إدينسون كافاني.
نقاط تشابه تغلف تشويقاً مرتقباً
صحيح أن وضع الفريقين مختلف تماماً على مستوى الدوري خصوصاً مع فارق الـ17
نقطة الذي يفصل القمة عن المركز السابع الذي يحتله بوردو، ولكن من
المفارقات التي تحضى بها هذه القمة بين الفريقين، التشابه الحاصل بينهما في
عدد من النقاط ومنها:
التقارب الكبير في معدل الأعمار حيث يسجل نادي العاصمة معدل 25.2 كمعدل
عام لأعمار لاعبيه، في حين لم يفرق عليه بوردو كثيراً حيث أن معدله 25.1.
وجه آخر للتماثل لاحظناه على مستوى اللاعبين الأكبر سناً في كل من
الفريقين، فزومانا كامارا يحمل لواء الأكبر في باريس بعمر 34 عاماً، في حين
يماثله في شق بوردو جيريمي بريشيه بالعمر ذاته.
كما أن حصة التشابة على مستوى اللاعب الأصغر كانت موجودة، حيث نجد كينغسلي
كومان من قبل سان جيرمان (17 عاماً)، يقابله من بوردو سيسي دالميدا (18
عاماً)، ضف إلى ذلك 10 لاعبين شبان لما دون 21 عاماً، يحتويهم "بي.أس.جي"
في الفريق الأول، في حين يضم بوردو 12 لاعباً من نفس السن.
نقاط التشابه هذه والتي تتوزع على أكثر من صعيد قد تغلف هذه المواجهة بنفس
مشوق، ولكن لا يعد بكثير من التوازن ذلك أن مهارات اللاعبين في الفريقين
تختلف بشكل كبير وصارخ، والمهارات نفسها هي من أهدت سان جيرمان حصيلة مميزة
قوامها حتى الآن 15 انتصاراً و6 تعادلات وهزيمة واحدة فقط، تكبدها على أرض
إيفيان بنتيجة (2-0) ضمن المرحلة السادسة عشرة.
الغلبة للباريسيين في ديارهم
لا شك أن النادي الباريسي يدخل مواجهته أمام بوردو بمعطيات داعمة كثيرة
يبقى من أبرزها هجومه الساحق الذي دون 52 هدفاً في 22 مرحلة من عمر "ليغ 1"
حتى الآن، ما جعل نجمه الأول إيبراهيموفيتش يحتكر نصيب الأسد منها بتدوينه
لـ17 هدفاً تصدر بها ترتيب الهدافين مقابل 13 هدفاً أخرى يحتل بها زميله
كافاني مكانة الوصيف.
هكذا هجوم... يبقى قادراً على ترجيح كافة فريق الأمراء لا سيما أن تاريخ
المواجهات مع بوردو على معقل "بارك دي برانس" يصب في مصلحة المحليين الذين
سجلوا 17 حالة فوز على منافسهم في حين تعادلوا في 11 مباراة وخسروا في 11
مثلها.
ومن الأشياء التي قد تضفي نكهة خاصة على معركة اليوم الجمعة هو عجز الفريق
الباريسي عن تحقيق الفوز على ضيفهم منذ تاريخ 25 آذار/مارس 2012، حيث
انتهت المباراة وقتها بالتعادل الإيجابي (1-1).
ولهواة الأرقام والأرشيف، نذكر أن أعرض نتيجة فاز بها الباريسيون على
نظرائهم من بوردو في إطار الدوري كانت خماسية نظيفة في 4 كانون
الأول/ديسمبر 1992، في حين كانت أكبر هزيمة يتكبدها أمام ذات المنافس على
أرض ذات الملعب (2-5) في 10 كانون الأول/ديسمبر 1978.
إجمالاً يمكن أن نعنون قمة الليلة بين باريس سان جيرمان وضيفه بوردو على
كونها مواجهة خارج حدود التوقعات مع أرجحية باريسية طفيفة، "جاهد" لوران
بلان إلى دحضها عندما اعتبر لقاء بوردو مناسبة لتصحيح المدار واكتشاف الذات
من جديد.
جدير بالإشارة، إلى أن باقي مباريات الجولة ستستكمل على دفعتين حيث يتواجه
غداً السبت لوريان مع موناكو، وباستيا مع غانغان، وإيفيان مع أجاكسيو،
ورينس مع مونبيلييه، وسانت إتيان مع فالنسيان، وسوشو مع نانت، في حين تختتم
بعد غد الأحد بثلاث مواجهات أخرى حيث سيلتقي نيس مع ليل، ورين مع أولمبيك
ليون، وأولمبيك مرسيليا مع تولوز.
0 التعليقات :
إرسال تعليق